سورة البقرة
2. سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، وهي السورة الثانية في القرآن من حيث الترتيب، وأول سورة نزلت في المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها 286 آية ورد ذكر لفظ الجلالة فيها أكثر من 100 مرة، وفيها أطول آية في القرآن وهي آية الدين 282، وتتضمن السورة مواضيع كثيرة وأغلبها معالجة ونصائح للمسلمين في حياتهم الاجتماعية مثل: الابتعاد عن الآفات الاجتماعية وحسن الأخلاق وقوانين تشريعية للمسلمين لاتباعها، وتعتبر من أعظم سور القرآن ولها فضائل كثيرة وفي هذا المقال سيتم ذكر فضل سورة البقرة وأسباب نزولها. سبب نزول سورة البقرة نزلت آياتها متفرقة فقد استمر نزولها طيلة العهد المدني ولكل آية منها سبب لنزولها ومن هذه الأسباب: أول أربع آيات تتحدث عن المؤمنين وجزائهم عند الله. آيتان بعدها يتوعد الله للكافرين بالعذاب يوم القيامة ويحذرهم من ذلك، وهم أبو جهل وخمسة من أهل بيته. ثلاث عشرة بعدها تتحدث عن المنافقين. "وإذا لقوا الذين آمنوا " قال الكلبي: عن أبي صالح عن ابن عباس نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبي وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله فقال: عبد الله بن أُبي فقال: مرحبا بالصدّيق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحباً بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وما له لرسول الله ثم أخذ بيد على فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله ثم افترقوا فقال عبد الله لأصحابه: كيف رأيتموني فعلت فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيراً فرجع المسلمون إلى رسول الله بذلك فأنزل الله هذه الآية. سميت السورة بهذا الاسم لأنها تحتوي على قصة البقرة وبنى اسرائيل؛ حيث قتل شخص من بني اسرائيل فلم يعلموا من قتله فقاموا بعرض الأمر على سيدنا موسى عليه السلام لعله يدلهم على من قتله، فأوحى إليه الله بأن يذبح بقرة وبعدها يضربون الميت بإحدى أعضائها لتثبيت قدرته تعالى بعودة الميت إلى الحياة ليخبرهم عن القاتل. فضل سورة البقرة سورة البقرة لها فضائل وخفاية عظيمة يجهلها الكثير، وفضل سورة البقرة ورد في السنة النبوية ومنها: فيها أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي، قال تعالى: "اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"، ولها فضائل كثيرة منها: تساعد على قضاء حاجة المؤمن وتيسير الظروف الصعبة وتساعد على علاج الصداع. طاردة للشياطين من البيوت؛ لأن الشياطين تنفر عند تشغيل سورة البقرة أو قراءتها، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم قبورًا فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"، وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لكل شيء سنامًا، وإن سنام القرآن البقرة، وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال". تشفع لمن قرأها يوم القيامة، عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن فإنه شافعٌ لأهله يوم القيامة، اقرأوا الزهراوين (البقرة و آل عمران) فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما يوم القيامة، ثم قال: اقرأوا البقرة، فإن أخذها بركة، و تركها حسرة، ولا تسطيعها البطلة". تهذيب النفس من خلال الأحكام الشرعية الواردة فيها. يشعر الإنسان عند قراءتها بالراحة والسكينة والاطمئنان، وتحفظه من الشرور وتقيه من السحرة وسحرهم. يتزل الملائكة عند قراءتها. إن المداومة على قراءتها سبب في جلب الرزق إلى البيت.